السبت، 26 نوفمبر 2016

النباتات هي المصدرالأساسي و الرئيسي للأدوية



  ظلت النباتات هي المصدرالأساسي و الرئيسي للأدوية حتى الخمسينات من القرن الماضي وكانت درارسة النباتات الطبية
 ( Pharmaco Gnosy ) إحدى المواد الأساسية التي تدرس في كليات الصيدلة .
واليوم يشهد العلاج بالطب الأصيل نهضة كبيرة في البلدان الغربية ، بعد فشل الطب الحيوي Biomedicine في إيجاد وتوفِير العلاج التقليدي الفَعَّال والمناسب للكثير من الأمراض المزمنة كالكبد ، الكلى ، التهاب المفاصل ، الربو ، متلازمة الأمعاء (القولون)، وأنواع السرطانات بأجمعها ، كما أن القلق من الآثار الجانبية (1) للطب الحيوي أو ما يعرف بالطب الحديث أو التقليدي يشجع المجتمعات على البحث عن وسائل أخرى للعلاج تكون أكثر نفعاً وأخف ضرراً .

ومع تسابق الدول المتقدمة من أجل إنتاج العقاقير الكيميائية والمضادات الحيوية (2)فإنها في الوقت نفسه تتبارى في الأبحاث الهادفة لأجل التوصل إلى بدائل طبيعية لتلك المضادات ، وذلك بسبب أنها لم تعد تتمتع بما يكفي من الحماية الشاملة ضد العدوى الخطيرة لضعف فاعليتها ، ولأن العضويات المعدية قد طورت على مر السنين مقاومة أشد قوة للأدوية المصنعة.
إن إجراء أبحاث مستفيضة حول النباتات قد أظهر كثيراً من الأدوية وساعد على اكتشاف معظم العلاجات الأجدى نفعاً في العالم.
فالتوبوكورارين ، وهو أقوى الأدوية المرخية للعضلات على الإطلاق يستخرج من نبتة الكوريرا ، ويأتي المورفين الذي هو أفضل المسكنات من الخشخاش المنوم ، ويتم استخلاص المواد المبنجة من نبات الكوكة ، وتستخرج الكينين المضادة للملاريا من الكينا ، أما أفضل دواء للقلب (ديجوكسين) فيستحصل من القمعية وهو ما ينطبق أيضاً على الافيدرين المضاد للسعال حيث يستخرج من نبات الشاي الصحراوي ، وهذه الأدوية والكثير من العلاجات الحديثة الأخرى جميعها من مكونات معزولة من النباتات الطبيعية 


         مثال:                    التوبوكورارين ادوية تسترج من نبتة الكوريرا 

وجميع شركات الأدوية قد وجدت مع الوقت أن من الأسهل والأقل تكلفة لها تركيب بعض المواد الصناعية الكيميائية التي تحاكي العناصر الطبيعية الموجودة في النباتات واستخدامها في الأدوية ، وذلك بعد أن أخذت بتحليل بعض النباتات والتعرف على مركباتها الكيميائية ومن ثم تصنيع مواد مقلدة لها ، وهو ما أدى إلى فقدان تلك الأدوية صفتها الطبيعية ، حيث أصبحت أخيراً عبارة عن مركبات كيميائية صناعية بعد أن كانت معتمدة في الأصل على الخلاصات الطبيعية للأعشاب والنباتات ، وبدأ الناس يشعرون مع مرور الوقت بالمضاعفات الجانبية الخطيرة ، والقاتلة في أحيان كثيرة بسبب تناول تلك الأدوية ، وكان ذلك أحد الأسباب الرئيسية وراء عودة الناس إلى الطب القديم الأصيل .
حيث يبين البحث العلمي بشكل متواصل أن المكونات الفعالة لكثير من النباتات تتفاعل بطرق معقدة لإنتاج التأثير العلاجي للدواء ككل،وهو مايحتاج إلى خبرة العشاب التي تقدم في الغالب الدليل الأعمق،والأكثر مصداقية على التأثير الإيجابي للنباتات ، وطرق استخدامها والجدوائية من وراء ذلك،لأن قيمة النبتة الطبية لايمكن اختزالها فقط إلى لائحة مكوناتها الفعالة.
(1) بدأت نظرة الناس تتغير اتجاه الطب الحديث وتتحول إلى خوف شديد ، وقلق عميق ، وعزوفٍ تام عنه بعد ما حدثت مأساة التاليدوميد في ألمانيا وبريطانيا بسبب ولادة 3000 طفل مشوّه بشكل تام لأمهات تناولن الدواء الكيميائي كمسكن أثناء الحمل .
(2) منذ سنين عديدة بدأت الأمراض المعدية بمقاومة المضادات الحيوية ، وفي أحيان كثيرة قضت الأولى على الثانية .

يستخدم الأطباء والإختصاصيون النباتات في أربعة اتجاهات وهي :

1_ علاج مناعي :
نباتات تقاوم عمل السموم وتدعمه بالمواد اللازمة للقيام بالعمليات الحيوية الطبيعية مما يجعل الجسم يقاوم الأمراض ومفعول الأجسام الغريبة . 
2_ علاج شافي : 
وهي النباتات التي تستطيع إزالة السموم الناتجة عن المرض ؛ وذلك بفضل الله ثم بتركيبها الكيميائي ؛ وثبت ذلك في أمراض كثيرة كالكبد ؛ الكلى ؛ الصرع ؛ الربو ؛ الروماتويد ؛ التهاب المفاصل ؛ الروماتيزم ؛ القولون ؛ الإسهال ؛ الخلل في الإتزان الهرموني وخصوصا البرولاكتين ؛ وهرمونات الغدة الجار كلوية . 
3_ علاج توازني : حيث تقوم بعض النباتات بتعويض الجسم بالمواد الأساسية التي فقدها خلال مقاومته للمرض لاستعادة الوظائف الحيوية نحو التصحيح . 
4_ علاج مساعد :تساعد النباتات في علاج بعض الأمراض ؛ ويكون لاستخدامها إيجابيات كثيرة بجانب الأدوية الكيميائية ؛ لأن لبعض النباتات قابلية منع امتصاص المواد التي قد تنتج عن الادوية العادية . إن تداول النباتات الطبيعية والمتاجرة فيها ؛ يجب أن يخضع لإشراف ورقابة علمية يقوم بها اختصاصيون ؛ أو مؤهلون على دراية كبيرة ؛ وخبرة وافية بمعرفة أنواعها و أصنافها ومصادرها الجغرافية ومشتقاتها العلمية ؛ وأنسب مواعيد جمعها ؛ وطرق تخزينها وحفظها ؛ وكيفية تقويمها وتقديمها ؛ وكذلك أيضا معرفة جميع الأسماء المختلفة لكل نبتة ؛ لأنه كثيرا مايحصل التداخل والإلتباس بين أسماء النباتات وبعضها ؛ بل قد تتناقل أسماؤها من بلد استخراجها إلى بلد تصديرها حتى تصل عند العطارين بأسماء أخرى . 

إن النباتات الطبيعية دواء طبيعي وعلاج مأمون العواقب ؛ لكنه معقد لأنه يتألف من عدة مكونات فعالة تعمل على أجهزة الجسم المختلفة ؛ وبالجمع بين البحث العلمي والمكونات الفعالة والملاحظة السريرية ؛ والمعرفة التقليدية ؛ والفطرة السليمة ؛ والخبرة المكتسبة ؛ يمكننا أن نطور صورة تقريبية عن الإستخدامات الطبية الصحيحة لكل نبات .


ومن ذلك تأتي أهمية استخدام النباتات الطبيعية ، وبالأبحاث المخبرية والتجارب السريرية قسَّم الباحثون النباتات إلى :
1- مجموعة النباتات الملينة، مثل : التمر الهندي ، الموز، شجر النبق( أيش ) ، الملوخية العيشوم (تكفيت) ، الخيار، ثمار السدر( النبق ) ، الحماض المفتول ،الصمغ العربي ( الكثيراء ) ، السنا المكي ، الترمس ، الدردار الأحمر ، الهليون المعروف ، الخليون الأمرط ، الكرز البري ، بذور المانجو ، الرجلة ، الجرجير ، البقدونس ، القتاد ، العنب ، الذرة البلدية ، التين ، الدميانة ( الزّداع ، الشابق) … وهذه تزيد من حركة الأمعاء وتستخدم ضد الإمساك ولأجل إحداث الإسهال .
2- مجموعة النباتات الممسكة مثل : السمر ، سرة البحر الهندية ، آذريون الحدائق ، الحنجل ( حشيشة الدينار ) ، الهيوفا ريقون (حشيشة القلب) ، زهرة الآلام الحمراء ، الصفصاف الأبيض ، القطيفة ، الرمان وقشره ، العفص ، الشاي ، الكركديه ، الشيح ، الكراوية ، وخلاصة العرقسوس … وهي تقلل من حركة الأمعاء ، و تسبب الإمساك . 
3- مجوعة النباتات المضادة للتشنجات مثل : الريحان ، النعناع ،المر ، القبّرية ، النّجد (المدَّان) ، قرفة سيلان ، الكينا ، البابونق ، عشبة النساء الزرقاء ، الفليفلة الدغلية ، آذريون الحدائق ، حشيشة الملاك الصينية ، الوج ، البيلسان الأبيض ، القاقلّة (الحبّهان) العلد ، الخبط ( أوزّق ) ، سيال ( الطلح ) ، القرنفول ، حشيشة القرعان (القبعة المخزنية) ، الجنكة ، الجنجل ، حشيشة القلب ، الخزامي ، التورنجان ، النعنع اللولبية المنفوخة ، خاتم الذهب ، لسان الحمل ، الصرح ، حبق الرهبان ، زهرة الآلام الحمراء ، الصعتر الشائع ، البيلسان الأبيض ، والشاي المكسيكي . 
4- مجموعة النباتات المضادة للديدان الشريطية ، مثل : الترمس ، الكزبرة ، بذور ثمار المانجو ، الكركديه ، قلف وجذور الرمان ، الأفسنتين(الدمسيسة) ، الشاي المكسيكي ، الشيح الشعري ، القرع الرومي ، الخليون الأمرط ( زهرة السلحفاة المرداء ) ، الحبق المعروف ، الحبق الهندي ، البطباط ، وحشيشة الدود .
5- مجموعة النباتات المضادة للديدان الأسطوانية مثل : الكركديه ، الثوم ، الشيح ، الحلبة الخلة ، بذور المانجو ، الشمر ، الخبيزة ( الراسن الطبي ) ، الجزر ، الحبق ، الدوم ، النبع و الملفوف ( الكرنب ).


إن تداول النباتات الطبيعية والمتاجرة فيها ، يجب أن يخضع لأشرافٍ ورقابةٍ علميةٍ يقوم بها اختصاصيون ، أو مؤهلون على دراية كبيرة ، وخبرة وافية بمعرفة أنواعها وأصنافها ومصادرها الجغرافية ومشتقاتها العلمية ، وأنسب مواعيد جمعها ، وطرق تخزينها وحفظها ، وكيفية تقويمها وتقديمها ، وكذلك أيضاً معرفة جميع الأسماء المختلفة لكل نبتة ، حيث كثيراً ما يحصل التداخل والالتباس بين أسماء النباتات وبعضها ، بل قد تتناقل أسماؤها من بلد استخراجها إلى بلد تصديرها* حتى تصل عند العطارين وغيرهم بأسماء أخرى .

و النباتات الطبيعية دواء طبيعي ، وعلاج مأمون العواقب ، لكنه معقّد لأنه يتألف من عدة مكونات فعّالة تعمل على أجهزة الجسم المختلفة ، وبالجمع بين البحث العلمي والمكونات الفعّالة والملاحظة السريرية ، والمعرفة التقليدية ، والفطرة السليمة ، والخبرة المكتسبة ، يمكننا أن نطوّر صورة تقريبيّة عن الإستخدامات الطبية الصحيحة لكل نبات. 

                            

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق